لم تمنعها إعاقتها عن السير قدما، وتحقيق هدفها في التحصيل والتفوق الأكاديمي، والوصول لوظيفتها التي طالما حلمت بها، فقررت أن تكون طالبة مبدعة، وتنخرط في تخصص أحبته ورغبت فيه. هي حليمة سخلة، 23 عاما، حصلت على المرتبة الثانية لدفعة 2009 في تخصص «اتمتة المكاتب » من كلية هشام حجاوي التكنولوجية في مدينة نابلس.
عن تجربتها كطالبة تقول حليمة:
«كان علي أن ابحث عن تخصص يوفر علي الحركة الكثيرة ويخفف عني عبء الذهاب والإياب فوجدت أن أتمتة المكاتب هو الأنسب لوضعي، تم قبولي في كلية هشام حجاوي التكنولوجية ولمست تعاونا كبيرا من كافة الطواقم في الجامعة بدءا من عميد الجامعة إلى احدث طالب في الكلية، واظبت على الدراسة والمتابعة لمدة سنتين والآن تخرجت بمستوى عال وحصلت على الدرجة الثانية.
وعن تحولها للحياة العملية في نفس الكلية تقول حليمة:
بمجرد تخرجي تقدمت لوظائف كثيرة في أماكن مختلفة، وتم قبولي للعمل في نفس كليتي التي درست فيها. وباشرت عملي في 2009-8-2 أتمنى أن أكون عند حسن ظن الموظفين والطلبة والمراجعين أيضا وأقدم كل ما بوسعي لإثبات وجودي وتحقيق أهداف مؤسستي.
المهندس اشرف قرش نائب عميد كلية هشام حجاوي وصف حليمة سخلة أنها إنسانة جبارة على كافة الأصعدة، فمن طالبة متفوقة في دراستها إلى موظفة مواظبة على ساعات عملها اليومي: » حليمة كانت طالبة ممتازة تركت آثار تفوقها في كل مكان، وأصبحت الآن موظفة مواظبة على عملها ،تغلبت على إعاقتها بمساندة اهلها الذين عانوا الكثير حتى تستمر حليمة في دراستها وما زالوا يساندون حليمة في إحضارها صباحا للكلية وأخذها مساء بعد نهاية الدوام.
رغم أن كرسي حليمة المتحرك يستهلك كثيرا من الكهرباء وعملية شحنه تأخذ وقتا طويلا ليصبح جاهزا للاستخدام إلا أن حليمة لم تأبه عندما أصرت في نهاية لقاءنا بها أن تتجول معنا لكي تطلعنا على مختبرات كلية هشام حجاوي وإعطاءنا فكرة عن المعدات والأجهزة المتوفرة في مختبرات الكلية، واطلاعنا على أعمال وانجازات وإمكانيات طلبة الكلية.