ريهام أبو غنية.. نجّارة من بيت لحم تكسر قيود المهنة وتحوّل الخشب إلى هويّة (شاهد)

من داخل ورشة صغيرة بمدينة بيت لحم جنوبي الضفة الغربية المحتلة، تصدح أصوات الماكينات التي تديرها ريهام أبو غنية بثقة وإتقان، حيث كسرت هذه المرأة الفلسطينية الصورة النمطية، وقررت أن تسلك طريقا غير مألوف للنساء، فدخلت عالم النجارة الذي يرتبط بالرجال، لتصبح نموذجا للتمكين والإصرار.

حلم وراثة مهنة الأب

كشفت ريهام للجزيرة مباشر أنها لطالما راودها حلم تعلُّم النجارة التي يعمل بها والدها المُسن، مؤكدة أن نظرة المجتمع والانتقادات لم تثنِها عن تحقيق هدفها، بل كانت حافزا للاستمرار.

ومع مرور الوقت، أتقنت ريهام التعامل مع الماكينات الثقيلة والخفيفة حتى أصبحت امرأة تمتهن النجارة باحترافية عالية.

دعم الزوج والأب

وأوضحت أنها لاقت دعما كبيرا من زوجها ووالدها في بداية مشوارها، مشيرة إلى أن كثيرين من حولها استغربوا قدرتها على أداء عمل الرجال واستخدام أدواتهم اليومية.

وقالت للجزيرة مباشر “مهنة النجارة مهنة مقصورة على الرجال، لكنني كسيدة تحدَّيت المجتمع، وأحببت أن أمارس هذه المهنة”.

توظيف النجارة في إبراز الهوية

ولم تكتف ريهام بتعلم المهنة، بل سعت إلى توظيفها في إبراز الهوية الفلسطينية من خلال تصميم وصناعة قطع خشبية تحمل طابعا تراثيا.

وأضافت “هدفي من تعلُّم مهنة النجارة صناعة قطع خشبية مميزة مرسوم ومحفور عليها التراث الفلسطيني مثل التطريز وكتابة الأسماء، وهو ما ترغبه السيدات الفلسطينيات وخصوصا على خشب الزيتون”.

تسويق المنتجات

وبعد أن صقلت مهارتها، لجأت ريهام إلى مواقع التواصل الاجتماعي لتسويق منتجاتها، وتلقي الطلبات في تجربة تجسّد مفهوم “التسويق الإلكتروني” بنجاح.

وتتابع أبو غنية “طموحي المستقبلي إني أنا كسيدة نجّارة يكون لي اسم، وأن ينتشر على مستوى فلسطين وخارجها، وأن تصل منتجاتي الخشبية إلى العالم وتكون باسمي”.

تقرير أحمد حلايقة - الجزيرة - الرابط